ما هو تعريف النشوز فى الزواج؟ وما هى أنواعه؟ وما هو علاجه
ما هو تعريف النشوز فى الزواج؟ وما هى أنواعه؟ وما هو علاجه؟أولاً: تعريف النشوز:هو امتناع الزوجة على زوجها إذا دعاها إلى فراشه، وهو مأخوذ من الارتفاع، ولذلك قيل للمكان المرتفع: نشز، فسميت الممتنعة على زوجها ناشزاً، وذلك لارتفاعها عنه وامتناعها منه.
وقد فسر بعض العلماء خوف النشوز بتوقعه فقط، وفسره بعضهم بالعلم به، قال ابن عباس رضى الله عنه: (تخافون) بمعنى تعلمون وتتيقنون.
- فإن قيل: لم عبر القرآن الكريم بلفظ الخوف (تخافون) ولم يعبر بلفظ العلم؟ أو لم يقل: واللائى ينشزن؟
- الجواب: أنه لا جرم أن فى تعبير القرآن الكريم هذا حكمة لطيفة وهى: أن الله سبحانه وتعالى لما كان يحب أن تكون المعيشة بين الزوجين معيشة محبة ومودة وتراض والتئام، لم يشأ أن يسند النشوز إلى النساء إسناداً يدل على أن لا يقع، لأنه خروج عن الأصل الذى يقوم به نظام الفطرة وتطيب به المعيشة.
- ففى هذا التعبير تنبيه لطيف إلى مكانة المرأة وما هو الأولى فى شأنها، وإلى ما يجب على الرجل من السياسة لها وحسن التلطف فى معاملتها، حتى إذا آنس منها ما يخشى أن يؤول إلى الترفع وعدم القيام بحقوق الزوجة، فعليه أن سلك الطريق التى ذكرته الآية الكريمة: (فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن). “النساء:34”
ثانياً: أنواع النشوز:
– القسم الأول: أن يكون النشوز من الزوج على الزوجة، والأصل فيه قول الله عزوجل: ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير). “النساء:128”
ففى هذه الحالة يؤخذ من الزوج جبراً النفقة والكسوة والسكنى، ويندب إليه استحباباً ألا يهجر مباشرتها، ولا يظهر كراهيتها ولا يسئ عشرتها.
- – القسم الثانى: أن يكون النشوز من الزوجة على الزوج، والأصل فى بيان حُكمه قول الله عزوجل: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً).
- يعنى أن الرجال أهل قيام على نسائهم فى تأديبهن، والأخذ على أيديهن فيما يجب لله عزوجل، وللرجال عليهن.
- – القسم الثالث: أن يشكل حال الزوجين فيه، فلا يعلم أيهما هو الناشز على صاحبه، ففى هذه الحالة على الحاكم أن يسكنهما فى جوار أمينه ليراعيهما، ويعلم الناشز منهما، فيستوفى منه حق صاحبه أو ينهيه إلى الحاكم حتى يستوفيه.
- – القسم الرابع: أن يكون النشوز من كل واحد من الزوجين على الآخر، فهو الذى أنزل الله عزوجل فيه: (وإن خفتهم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً).
ثالثاً: علاج النشوز:
لقد نص القرآن الكريم على الطرق التى يجب على الزوج أن ينهجها لعلاج نشوز زوجته، فقال سبحانه وتعالى: (واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً).
هذه الآية توضح الطرق التى يجب اتباعها لعلاج نشوز الزوجة حتى تعود العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته إلى أفضل حال، واستقرار فى المعيشة ومراعاة لم أمر به الله عزوجل وبما نهى عنه، وهى كالآتى:
أولاً: الوعظ:
يبدأ الزوج بالوعظ الذى يرى أنه يؤثر فى نفس زوجته، فتخويفها بالله سبحانه وتعالى وبنفسه.
- فتخويفها بالله أن يقول لها: اتق الله وخافيه، واخشى سخطه، واحذرى عقابه، فإن التخويف بالله عزوجل من أبلغ الزواجر فى ذوى الدين.
- وأما تخويفها من نفسه أن يقول لها: إن الله عزوجل قد أوجب لى عليك حقاً إن منعتيه أباحنى ضربك، وأسقط عنى حقك، فلا تضرى نفسك بما أقابلك على نشوزك، إن نشزت بالضرب المؤلم وقطع النفقة، فإن تعجيل الوعيد أزجر لمن قلت مراقبته.
- الدليل: عن أم سلمة رضى الله عنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (أيما امرأة باتت وزجها راضٍ عنها دخلت الجنة).
ثانياً: الهجر:
الهجر نوعان: هجر فى الفعل، وهجر فى الكلام.
فأما الهجر فى الفعل: فهو المراد فى بالآية، وهو الإعراض عنها، وألا يضاجعها فى فراش، أو يوليها ظهره فيه، أو يعتزلها فى بيت غيره.
- أما هجر الكلام: فهو الامتناع من كلامها، قال الشافعى: لا أرى به بأساً، فكأنه يرى أن الآية وإن لم تضمنه فهو من إحدى الزواجر، إلا أن هجر الفعل يجوز أن يستديمه الزوج بحسب ما يراه صلاحاً.
- وأما هجر الكلام فلا يجوز أن يستديمه أكثر من ثلاثة أيام، لما روى عن النبى صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، والسابق أسبقهما إلى الجنة).
ثالثاً: الضرب:
وأما الضرب فهو ضرب التأديب والاستصلاح، وهو كضرب التعزير لا يجوز أن يبلغ به أدنى الحدود، ويتوقى بالضرب أربعة أشياء: أن يقتل، أو يزمن، أو يدمى، أو يشين.
- قال الشافعى: ولا يضربها ضرباً مبرحاً، ولا مدمياً، ولا مزمناً، ويقى الوجه.
- فالمبرح القاتل، والمدمى انهيار الدم، والمزمن تعطيل إحدى أعضائها، وضرب الوجه يشينها ويقبح صورتها.
- وقد روى ابن المبارك، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله نساؤنا ما نأتى منهن وما نذر، قال صلى الله عليه وسلّم: (حرثك، فأت حرثك أنى شئت، غير أن تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا فى البيت، وأطعم إذا أطعمت، واكس إذا اكتسيت، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض).
- وإذا كان ضرب الزوجة الناشز فالواجب فيه توقى شدته، وتوقى ضرب الوجه، وتوقى المواضع القاتلة من البدن كالفؤاد والخاصرة.
شاهد فى موقع أنالوزا ما هو الحكم الشرعى للزواج