ما هو تعريف الربا فى الإسلام؟ وما دليل تحريم الربا من القرآن الكريم والسنة النبوية
ما هو تعريف الربا فى الإسلام؟ وما دليل تحريم الربا من القرآن الكريم والسنة النبوية؟ أولاً: تعريف الربا لغةً وشرعاً:الربا فى اللغة: الفضل والزيادة، يقال “ربا الشئ يربو” أى: زاد، وأخذ أكثر مما أعطى.الربا فى الشرع: هى عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل فى معيار الشرع حالة العقد أو مع تأخير فى البدلين أو أحدهما.
ثانياً: دليل تحريم الربا من القرآن والسنة:
أما من القرآن الكريم: أ- كان النبى – صلى الله عليه وسلّم – بمكة وهو بين ظهرانى المشركين فجاء فى سورة الروم المكية قول الله تعالى: (وما آتيتم من ربا ليربو فى أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاةٍ تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون). “الروم:39” وجه الدلالة: حيث لم ينص فيها على التحريم، إذا اكتفت بالإشارة إلى أن التعامل بالربا لا ثواب له عند الله، وأن الثواب المضاعف هو لأولئك الذين يتصدقون بجزء من أموالهم خالصاً لوجه الله.
- ب- ثم جاءت الآية من سورة النساء، قال تعالى: (وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليماً).”النساء:161″
- وجه الدلالة: جاءت هذه الآية للتنفير من التعامل بالربا، وتعتبره رذيلة ينبغى البعد عنها.
- ج- ثم جاءت الآية من سورة آل عمران للتأكيد وتشدد على تحريم التعامل بالربا بصورة أقوى،
- قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضعافة واتقوا الله لعلكم تفلحون). “آل عمران:130”
- وجه الدلالة: أن هذه الآية الكريمة أول خطاب مباشر للمؤمنين بشأن الربا تضمنت تحريماً صريحاً للربا الفاحش،
- أى الربا الذى يتزايد حتى يصير أضعافاً مضاعفة، فبينت الآية قبح الربا، وما فيه من ظلم شديد.
ما هو تعريف الربا فى الإسلام
ثم جائت الآيات من سورة البقرة بنهاية التدرج فى التحريم لتبين مصير من يتعامل بالربا وبالتحريم القاطع الذى لا مجال للريب فيه، قال تعالى:
- (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
نرى فى ذلك النص الكريم التحريم القاطع الجازم للربا.
أما من السنة النبوية:
أ- ما جاء فى السنة من التصريح بتحريم الربا واعتباره من الكبائر والتركيز على بشاعة أكله، ومنها ما أخرجه ابن ماجة من طريق أبى معشر عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – ” الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه “. والحوب: أى الإثم، والمراد أنها سبعون نوعاً من الإثم، والمراد التكثير دون التحديد.
- فالحديث يدل على أن الربا أشد من الزنا وهذا يدل على أن معصية الربا من أشد المعاصى حيث عادلها بالزنا.
- ب- ما جاء فى السنة تفسير للربا الذى نص عليه القرآن الكريم، وهو ربا الجاهلية أو ربا الديون، أو ربا الجلى حسب إطلاقات الفقهاء.
- ومنها ما أخرجه مسلم من طريق سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبى يزيد أنه سمع ابن عباس يقول أخبرنى أسامة بن زيد أن النبى – صلى الله عليه وسلّم – قال: ” إنما الربا فى النسيئة “.
- ج- أحاديث جاءت بنوع آخر من الربا غير ما ورد فى القرآن الكريم وهو ربا البيوع أو الربا الخفى على حد تعبير بعض الفقهاء،
- وأكثر الفقهاء يرجع ربا البيوع إلى الربا الوارد فى القرآن الكريم وهو ربا النسيئة، لأن ربا البيوع نوعان: ربا الفضل ، وربا النساء وهو التأخير مع الزيادة.
- ومنها حديث أبى سعيد الخدرى – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – قال: ” لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض،
- ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا منها غائبا بناجز “.
- د- أحاديث جاءت بإطلاق الربا كل ما هو محرم سواء كان ربا أو غيره.
- ومنها: ما أخرجه أبو داود من طريق أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – يقول: ” من لم يذر المخابرة فليأذن بحرب من الله ورسوله “.
- وجه الدلالة: هذا الحديث يدل على تحريم صور المزارعة التى تؤدى إلى الغرر والجهالة، وتوجب المشاجرة.
شاهد فى موقع أنالوزا ما هى المياه التى يجوز التطهير بها