الجهاد في الإسلام
الجهاد في الإسلام وردت كلمة جهاد بمشتقاتها في القرآن الكريم احدي وثلاثين مرة بينما وردت كلمة حرب أربع مرات فقط، ونلاحظ ان معني الجهاد في القرآن الكريم وفي نصوص السنة أوسع وأعم من معني، حيث يعني القتال المواجهة المسلحة في الحروب بينما يعني الجهاد بذل الجهد في مقاومة العدو سواء كان هذا العدو شخصا معتديا أو شيطانا يجب علي المؤمن مجاهدتُه،
- وكما تتعدد معاني الجهاد تتعدد وسائله أيضا فهناك الجهاد بالنفس أو بالمال أو باللسان بمعني الحجة والبرهان أو بالقرآن وذلك في مجال بيان الإسلام.
حكم الجهاد:
الجهاد بالمعني العام فريضة علي المسلمين ولا يعني ذلك أن يحمل كل مسلم سيفه أو سلاحه ويقاتل الأخرين، فهذا امر غير معقول ولم يحدث في تاريخ الإسلام أن تعامل المسلمون مع غيرهم بهذه الصورة المزيفة التي يُروج لها كثير من دعاة العنف والإرهاب،
- بل المقصود هو أن علي كل مسلم أن يجاهد بما يتفق مع أحواله وظروفه يجاهد بقلبه أو بلسانه أو بماله أو بالقرآن.
- أما الجهاد بالنفس فهو فرض كفاية، أي إنه ليس فرضا متعيناً علي كل مسلم، والجيش كجنود القوات المسلحة تنوب عن بقية الناس في تحمل هذه الفريضة،
- لكن يكون القتال فريضة شخصية علي كل مسلم وذلك في حال ما لو فاجئ العدو بلدا مسلما ودخله واحتاج الجيش المساعدة في التصدي للعدو.
متي فرض الجهاد:
من الحقائق الدينية والتاريخية في الإسلام أن النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه قضوا في مكة ثلاثة عشر عاماً يواجهون الظلم ويتحملون الأذى والعذاب من كفار قريش،
- وكثيرا ما كانوا يذهبون إلي النبي يستأذنونه في مقاتلة أعدائهم ولكن لم يأذن لهم النبي بالقتال،
- وظل الأمر هكذا إلي أن هاجر النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمون إلي المدينة وهناك وفي السنة الثانية بعد الهجرة إلي المدينة نزل من القرآن آيات للمسلمين في الإذن بالقتال.
هل قتال المسلمين لغيرهم سببه العدوان أو الكفر:
أجمع العلماء اعتماداً علي القرآن الكريم وتاريخ النبي مع غير المسلمين هي أن العدوان علي المسلمين هو السبب الرئيسي الذي يبيح لهم القتال، أما الكفر وحده دون عدوان فإنه لا يصح أن يكون سببا لإباحة الحرب،
- ولا يمكن أن يكون كذلك لأن القرآن إذا كان قد أقر حرية الناس في الإيمان أو الكفر فإن من المستحيل أن يبيح قتال الكافرين من أجل إدخالهم في دين الإسلام وإلا كان القرآن متناقضا.
حقائق حول الجهاد:
ليس صحيحا أن الإسلام دينُ سيف كما يتردد في كتابات بعض الغربيين ممن تخصصوا في تشويه صورة الإسلام وحضرته، والكلام في هذه المسألة كثير جدا ولن نكتفي بأن نلفت الأنظار إلي أن القرآن الذي قرر حرية الاعتقاد في آياته الصريحة لا يمكن أن يقرر في الوقت نفسه استعمال السيف ولا غير السيف في نشر الإسلام علي أن المقارنة بين القرآن وغيره من الكتب المقدسة ثُبتت أن كلمة السيف ليست من ألفاظ القرآن ولم تذكر فيه علي الإطلاق.
- ليس صحيحا أن المسلمين عشاقا للحروب بل الأمر علي العكس تماما والقرآن مملوء بالآيات التي تدعوا إلي السلام وإلي تلمس كل الطرق التي يتفادى بها المسلمون كارثة الحرب،
- وكان الرسول صلي الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية،
- وكان يقول اتركوا الحبشة ما تركوهم ودعوا الحبشة ما ودعوكم وصدق الحبيب صلي الله عليه وسلم.
شاهد فى موقع أنالوزا تفسير سورة الإخلاص