ما هى حكمة مشروعية الزواج فى الإسلام
ما هى حكمة مشروعية الزواج فى الإسلام أولاً: أن الزواج هو عماد الأسرة الثابتة التى تلتقى الحقوق والواجبات فيها بتقديس دينى، يشعر الشخص فيه بأن الزواج رابطة مقدسة تعلو بها إنسانيته، فهو علاقة روحية نفسية تليق برقى الإنسان، وتسمو به عن دركة الحيوانية التى تكون العلاقة بين الأنثى والذكر فيها هى الشهوة البهيمية فقط، ولعل هذه الناحية النفسية الروحية هى المودة التى جعلها الله تعالى بين الزوجين وبين أنها من نعمه، فقال الله عزوجل فى كتابه الكريم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون). “الروم:21”
وهى التمازج النفسى الذى عبر الله عزوجل عنه بقوله: (هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنَّ). “البقرة:187”
ثانياً: الزواج هو العماد الأول للأسرة، والأسرة هى الوحدة الأولى لبناء المجتمع، فإذا كان الإنسان حيواناً اجتماعياً لا يعيش إلا فى مجتمع فالوحدة الأولى لهذا المجتمع هى الأسرة، فهى الخلية التى تتربى فيها أنواع النزوع الاجتماعى فى الإنسان عند أول استقباله للدنيا، ففيها يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات، وفيها تتكون مشاعر الألفة والأخوة الإنسانية وتبذر بذرة الإيثار، فتنمو أو تخبو بما يصادفها من أجواء فى الحياة العامة، وفى الجملة إن المجتمع القوى إنما يتكون من أسر قوية، لأنها وحدة البناء فيه.
ثالثاً: إن حفظ النوع الإنسانى كاملاً يسير فى مدارج الرقى إنما يكون بالزواج، فإن المساندة لا تحفظ النوع من الفناء، وإن حفظته لا تحفظه كاملاً يحيا حياة إنسانية رفيعة، واعتبر ذلك بالأمم التى قل فيها الزواج، فإن نقصان سكانها يتوالى مع مرور السنين، بينما يتكاثر سكان غيرها ممن يقدم أحادها على الزواج، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يحث على طلب النسل بالزواج، فقد روى معقل بن يسار: أن رجلاً جاء إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله أصبت امرأة ذات حسن وجمال وحسب ومال إلا أنها لا تلد ألا أتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية، فقال: مثل ذلك، ثم أتاه الثالثة، فقال: (تزوجوا الودود فإنى مكاثر بكم الأمم).
رابعاً: الزواج هو الراحة الحقيقة للرجل والمرأة على سواء، إذ إن المرأة تجد فيه من يكفل لها الرزق، فتعكف على البيت ترعاه وعلى الأولاد كذلك، وفى ذلك ما يتفق مع طبيعتها، والرجل بعد متاعب الحياة يجد فى بيت الزوجية جنة الحياة وكأنه واحة فى وسط صحراء الدنيا ومتاعها، ولولا الزواج لكان أفاقاً لا مأوى له ولا سكن ولا مستقر.
خامساً: لقد رغب الإسلام فى الزواج فبين لنا أن الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين، فقال عزوجل: (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية). “الرعد:38”
وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم: (أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطر والسواك، والنكاح).
وبين لنا القرآن أن الزواج من آيات الله عزوجل، وأن الزواج طريق إلى الغنى، فقال تبارك وتعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم). “النور:32”
وأخيراً حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
شاهد فى موقع أنالوزا ما هو تعريف الخِطبة الزواج فى الإسلام وما حكمها وما هى أنواعها